كتاب

«الوطن آمن».. فلنبدأ بالتعليم!

صرح وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، أنه أحال برنامج عمل الحكومة للسنوات 2022ــــ‏2026 إلى مجلس الأمة. يتكون برنامج عمل الحكومة المعنون «وطن آمن ورفاهية مستدامة»- كما نشرته وسائل التواصل الاجتماعي- من 10 محاور، ومن ضمن هذه المحاور محور التعليم، الذي اقتصر على الاشارة الى جامعة الكويت دون الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في مجال مشروع الاهتمام بتخصص الأمن السيبراني (هو عملية حماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية التي تهدف عادة إلى الوصول للمعلومات الحساسة أو تغييرها أو تدميرها). لذا كان لزاما على نوابنا الافاضل، وخصوصا الأكاديميين منهم، السؤال عن سبب هذا التجاهل المتعمد للتعليم التطبيقي؟! وضمن المبادرات التنفيذية في البرنامج: «الاهتمام بالشباب الذين هم الثروة الحقيقية لهذا الوطن»، وهذا الاهتمام لابد ان يشمل تطوير التعليم وتحديث اساليب تدريسه لتتناسب والثورة التقنية العالمية، والتركيز على اعداد المعلم اعدادا جيدا وتعديل كادره الوظيفي، مع ضرورة الاستعانة بالمعلمين من دول متقدمة لتدريب المعلم الكويتي، حتى يكون قادرا على التفاعل مع عقول الناشئة والشباب المنفتحة على الثقافة العالمية وعلومها، من خلال الاجهزة الالكترونية مما يسهم بسد الفجوة التعليمية الى اقل من سنوات، وحاليا تعمل العديد من الدول على تغيير طريقة التعليم بشكل جذري، فالعالم يتغير بسرعة كبيرة، مما يعني أن الكثير من المعرفة تصبح قديمة. ولابد من الاهتمام بتوفير فرص العمل للشباب في تخصصات جديدة بمجالات العلوم الحديثة، وبإكسابهم مهارة التعامل مع جميع محاور البرنامج الحكومي خلال سنوات الدراسة، فهم من سيكون في الغد مسؤولا عن التنمية والاعمار ويقع على عاتقهم تحقيق النتائج المرجوة من برنامج عمل الحكومة. فمن عوامل نجاح البرنامج- كما ذكر– كفاءة التنفيذ وفعاليته والرقابة والتقييم والمساءلة، بالاضافة الى تعاون السلطات والتنسيق فيما بينها، وهذه العوامل اساسية في نجاح البرنامج اذا تم اداؤها بالجدية والأمانة والاخلاص. كما يجب الاهتمام البالغ بالصحة الجسدية والنفسية للشباب، وذلك من خلال توفير الرعاية الصحية لهم بصورة مستمرة، وكذلك توفير وسائل الترفيه المناسبة لهم كالأنشطة والمسابقات الثقافية والرياضية بالمؤسسات التعليمية وفي الاندية، للحد من ادمان المخدرات والمسكرات والغرق في مستنقعها. اذا ارادت الحكومة والمجلس فعلا تحقيق «وطن آمن ورفاهية مستدامة» فليكن التعليم محور اهتمامهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى