كتاب

أين نحن من الماراثون الخليجي؟

وسط التطورات السريعة في المشاريع التنموية والنجاح لاستقطاب العديد من الجيل القادم لدول الخليج، وتوجه العديد من الدول الخليجية إلى أن تكون عجلة التنمية هي المحرك للتغيير في الانفاق والعائدات الاستثمارية، ونجاحهم بإدخال موارد أخرى بجانب الايرادات النفطية، ووسط هذه الخطط التنموية والتطورات السريعة ينشغل العديد من المشرعين الكويتيين في تسخيف أولويات المواطن لتصبح هي أول ملفاته.

وهذا التوجه بتعطيل عجلة التنمية بالكويت يتعارض مع الاولويات الخليجية التي توفر فرص عمل للمواطنين، وممكن أيضا بتوافر هذه المشاريع الخليجية أن توفر للخليجيين كذلك فرص عمل إضافية، والتفكير خارج الصندوق التقليدي من قبل العديد من الدول الخليجية بطرح مشاريع تنموية كبيرة يعدان قفزة في العمل التنموي الخليجي.

ويعتبر مشروع الحرير في الكويت الذي لا يزال ينتظر الافراج والخروج من بوابات مجلس الأمة الكويتي، وينقصه الإطار التشريعي بعد أن أنفقوا 3.6 مليارات دولار للإنفاق على أحد الطرق الواصلة لهذا المشروع، وتعليق مشروع ميناء مبارك الذي يعد أحد أهم المكونات الرئيسية للمرحلة الاولى من خطة مدينة الحرير، وكذلك البطء بإنجاز المطار والمدن الترفيهية السياحية، ومدينة المطلاع السكنية بخطى متواضعة جدا والعمل الذي يفترض أن يكون سريعا لحل مشكلات الأسر الكويتية السكنية.

ونجد انجاز قطر السريع ونجاحها الباهر وتحديها باستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022، ومشاريع مترو الدوحة التي تعتبر شبكة كبيرة لقطارات سريعة تخدم الاستضافة، وتوسعة مطار حمد الدولي، والاعلان عن التطورات التي تخص مشاريع نيوم ومدينة ذالاين والبحر الأحمر السياحي، والتي تتميز بالذكاء الاصطناعي وتوفر فرص عمل كبيرة في الاقليم من قبل السعودية، وأيضا توسعة الامارات للخط الأحمر لمترو دبي لتدشين 50 قطاراً لسبع محطات جديدة لنقل الركاب، ومشروع «سيلكون بارك» بدبي لتكون مدينة ذكية متكاملة.

ولدينا من أهم معوقات التنمية هو فكر وعقلية المشرع الكويتي التقليدي، والتعثر في القرارات التنموية وتسخيف أهميتها والبطء في القرارات المتعلقة بالإنفاق العام، والدورة المستندية المتعلقة بالمشاريع التنموية التي تتأخر لسنوات وبطيئة بالوصول لمرحلة التنفيذ، فمن المهم مواكبة التطورات والجرأة في التغيير الايجابي الذي يحتم علينا أن نعيد مراكزنا المتصدرة في المنهج التنموي المستدام في المحيط الخليجي لأهميته لمركز الكويت الثقافي والاقتصادي والسياسي.

ودمتم سالمين.

د. غدير محمد أسيري
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى