وزارة الاوقاف اقامت محاضرة عن «هيبة الدولة واجب ديني وضرورة دنيوية»
بمسرح مبنى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمنطقة الرقعي
صحيفة اكاديمي -«هيبة الدولة واجب ديني وضرورة دنيوية»، محاضرة ألقاها مدير إدارة تعزيز الوسطية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عبدالله الشريكة بمسرح مبنى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمنطقة الرقعي.
وتضمنت المحاضرة عددا من المواضيع المهمة، حيث شددت على ان من أهم المصالح التي قررتها الشريعة الإسلامية المحافظة على هيبة الدولة وحسم كل ما من شأنه أن يضعف قوتها، أو يذهب شوكتها.
وتابع د.الشريكة، خلال المحاضرة، ان الشريعة الإسلامية نظرت إلى هذا الأمر على أنه ضرورة تتحقق معها مصالح الدين والدنيا، لأن بقاء الدولة مهابة الجانب: يوفر للناس الاستقرار في معايشهم ويحافظون على ضرورات بقائهم.
وأضاف: افتقاد الدولة هيبتها مؤذن بفساد عريض وشر مستطير، من تعطل الحدود ونجوم الفتن وتشرذم الناس، واضطراب الأحوال وهناك ترخص الدماء، وتنهب الأموال، وتبرز العصبيات وتعلو النعرات ويتجرأ العدو، ويبدل الناس بعد الأمن خوفا.
واستشهد الشريكة بالحديث الشريف عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول «من أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة»، رواه الإمام أحمد.
وأكد أن من أعظم الوسائل الشرعية المقررة في المحافظة على مقصود الشرع في التأكيد على هيبة الدولة وحشمتها وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله، وتعظيمهم في النفوس وجمع القلوب عليهم، والحذر من معصيتهم والاختلاف عليهم، متابعا: فإن في الاختلاف عليهم، وإضعاف هيبتهم، وإذهاب حشمتهم من المفاسد ما لا يدخل تحت الحساب، ولا تضبطه أقلام الكتاب، وقد أجمع أهل السنة والجماعة على وجوب طاعة الأئمة في غير معصية الله، وأدخلوا هذه المسألة في مصنفات الاعتقاد، كما فعل الإمام أحمد، والآجري، والصابوني والطحاوي.. وغيرهم من أئمة الإسلام مما يدل على أهميتها وخطورة مخالفتها.
وأردف د.الشريكة: وبطاعة ولاة الأمور واحترامهم تتحقق هيبة الدولة، ويأمن الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي ﷺ، لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم دون قتال ولا فتنة فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله: لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان، إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته.
وأضاف د.الشريكة: والأدلة على وجوب طاعتهم في الكتاب والسنة كثيرة.
وتطرقت المحاضرة إلى العديد من القضايا المهمة كالقضاء ورجال الدولة وأهمية اختيارهم وفق معايير العدل والنزاهة وتحقيق التنمية للشعب.