تقرير: “إبادة التعليم” في غزة.. تقرير أممي يُحمّل الاحتلال مسؤولية تدمير مستقبل الأطفال وهوية الشعب الفلسطيني

في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة اليوم الدولي للتعليم (24 يناير)، حذّرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في التعليم، فريدة شهيد، من أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة “الإبادة التعليمية” في قطاع غزة والضفة الغربية، بهدف تدمير أي أمل لمستقبل أفضل للأطفال ومحو الهوية الفلسطينية. وجاءت تصريحاتها في إطار إحياء اليوم العالمي الذي يُسلط الضوء على أهمية التعليم كحق أساسي لتحقيق السلام والتنمية.
1. تدمير كامل للنظام التعليمي في غزة
أكدت شهيد أن النظام التعليمي في غزة “دُمر بالكامل”، واصفةً الوضع بأنه يتجاوز الاستهداف العسكري ليصل إلى “إبادة تعليمية” مُمنهجة، تشمل:
تدمير البنية التحتية للمدارس والجامعات.
استشهاد مئات المعلمين وآلاف الطلاب.
تدمير الأرشيفات التاريخية التي تعود إلى أكثر من 100 عام، بما يُعد “استهدافاً متعمداً للتراث الثقافي الفلسطيني”.
حرمان الأطفال من الحق في التعليم بسبب الظروف الإنسانية القاسية، مثل استخدام الحقائب المدرسية كوقود للتدفئة.
2. امتداد السياسات إلى الضفة الغربية
أشارت شهيد إلى أن انتهاكات الاحتلال لا تقتصر على غزة، بل تشمل الضفة الغربية عبر:
منع الأطفال من الوصول إلى المدارس.
فرض نقاط تفتيش عشوائية تعيق حركة الطلاب والمعلمين.
استهداف الجامعات بالغاز المسيل للدموع، ما يحوّل الحرم الجامعي إلى “سجن صغير”.
حرمان المعلمين من التراخيص اللازمة لممارسة عملهم.
3. تداعيات نفسية وجيل مُهدّد
أوضحت المسؤولة الأممية أن الحرب تسببت في:
صدمات نفسية عميقة لدى الأطفال والناجين، مع غياب برامج الدعم النفسي الكافية.
ظهور جيل من “الأطفال المعيلين” الذين تحولوا إلى عائلين لعائلاتهم، مما يعرّض تعليمهم للخطر.
ارتفاع حالات الإعاقات الجسدية والنفسية بسبب الحرب، مع نقص المراكز المتخصصة للتأهيل.
4. فشل المجتمع الدولي وإشكالية التمويل
انتقدت شهيد تقاعس المجتمع الدولي عن إعادة إعمار القطاع، مُشيرةً إلى:
تعليق تمويل “أونروا” الذي زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية والتعليمية.
عدم التزام الدول المانحة بنداءات التمويل الطارئ لإعادة بناء المدارس وتأمين الموارد الأساسية.
رفض الاحتلال التوقيع على اتفاقية “المدارس الآمنة”، التي تلزم الدول بعدم استهداف المنشآت التعليمية أثناء الحروب.
5. دعوات للضغط الدولي ومسؤولية عربية
طالبت شهيد بـ:
محاسبة الاحتلال والدول المتواطئة معه، وخاصة تلك التي تستخدم “الفيتو” في الأمم المتحدة لإطالة أمد الحرب.
ضرورة قيام الدول العربية باستخدام نفوذها السياسي والاقتصادي للضغط من أجل إيقاف العدوان وتأمين موارد إعادة الإعمار.
إشراك الفلسطينيين في الخارج في عملية إعادة البناء، باعتبارهم الأكثر دراية باحتياجات شعبهم.
6. التعليم في مناطق الصراعات: أرقام مُقلقة عالمياً
لفتت شهيد إلى أن:
473 مليون طفل حول العالم يعيشون في مناطق نزاعات، وهي أعلى نسبة في التاريخ.
20% من أطفال العالم يتأثرون بالحروب حالياً، مقارنة بـ10% في تسعينيات القرن الماضي.
ضرورة التزام الدول باتفاقية “المدارس الآمنة” لحماية التعليم كحق أساسي.
خاتمة: التعليم بوابة للسلام
اختتم التقرير بالتأكيد على أن استهداف التعليم في فلسطين جزء من حرب أوسع تُصنّفها شهيد بأنها “إبادة جماعية”، داعيةً إلى تحرك عاجل لإنقاذ جيل كامل من الضياع. وأكدت أن إعادة الإعمار يجب أن تشمل ليس فقط البنى التحتية، بل أيضاً استعادة الأمل وتوفير بيئة تعليمية آمنة، تمهيداً لمستقبل مستدام.
إعداد: ا م خ / أ م س
(النهاية)