لمياء الملحم: لا بد من نموذج تعليمي جديد يواكب التحولات ويرتبط بالتنمية والبحث العلمي

أكدت وكيل وزارة التعليم العالي بالتكليف السيدة لمياء الملحم أن المرحلة الحالية تتطلب تجاوز المسارات التعليمية التقليدية عبر مراجعة الأولويات، وتطوير نموذج تعليمي يعزز الابتكار، ويربط بشكل مباشر بين العملية التعليمية والبحث العلمي، مع التركيز على تلبية احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول مجلس التعاون الخليجي.
وجاء ذلك في كلمة ألقتها خلال اجتماع وكلاء وزارات التعليم العالي والبحث العلمي بدول مجلس التعاون، الذي عقد اليوم (الأحد) في دولة الكويت تحضيرًا للاجتماع الـ25 لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، المزمع عقده يوم غد الاثنين.
نموذج تعليمي مرن ومبتكر
وأضافت الملحم أن تطوير هذا النموذج الجديد يتطلب تنسيقًا فعالًا بين المؤسسات التعليمية، إضافة إلى تمكين الطلبة والأكاديميين من التفاعل مع بيئة تعليمية مرنة ومتجددة، تواكب التحولات المتسارعة وتُسهم في تعزيز مكانة التعليم العالي إقليميًا ودوليًا.
وأشارت إلى أن مؤسسات التعليم العالي الخليجية تواجه اليوم تغيرات متسارعة تشمل مفاهيم إنتاج المعرفة، وأساليب التعليم، ودور الجامعات في خدمة المجتمع.
التكامل الخليجي خيار استراتيجي
وفي هذا السياق، شددت الملحم على أهمية التكامل الخليجي في قطاع التعليم العالي باعتباره خيارًا استراتيجيًا لتعزيز القدرة التنافسية وتحقيق الاستدامة التعليمية. وأكدت أن الاعتراف المتبادل بالشهادات، والبرامج المشتركة، والتعاون البحثي، إلى جانب التحول الرقمي، تمثل ركائز أساسية في هذا التوجه، خاصة من خلال المنصات التعليمية الموحدة، والمكتبات الرقمية، والشبكات السيبرانية المشتركة، لضمان بيئة تعليمية آمنة وفعالة.
الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي: ضرورة وطنية ورؤية مستقبلية
وفي جانب آخر، تناولت الملحم أهمية الأمن السيبراني، مشيرة إلى أنه لم يعد مجرد شأن تقني، بل ضرورة وطنية لحماية الاستقلال الأكاديمي ومواجهة التحديات المرتبطة بالخصوصية والملكية الفكرية، مؤكدة أن حماية بيانات وأبحاث مؤسسات التعليم العالي تمثل حماية لثروة وطنية.
وفيما يخص الذكاء الاصطناعي، أكدت الملحم أنه أصبح قوة مؤثرة تعيد تشكيل التعليم من خلال نماذج تعليمية مخصصة، وتقييمات ذكية، وبيئات تفاعلية تعزز الإبداع، ما يستدعي وجود أطر تشريعية وأخلاقية لضمان استخدامه بما يحفظ الخصوصية والعدالة والهوية، ويجعله أداة لتمكين الإنسان لا لاستبداله.