بحث بريطاني: مشاركة الآباء في القراءة والغناء تعزز نجاح الأطفال الأكاديمي

كشف بحث حديث أجرته جامعة ليدز البريطانية، ونشرته شبكة «سي إن بي سي»، أن الأطفال الذين يشاركهم آباؤهم أنشطة مثل القراءة والغناء والرسم يتمتعون بميزات تعليمية ملحوظة عند التحاقهم بالمدرسة. وأظهر التقرير، الذي نُشر في أبريل 2025، أن مشاركة الآباء في رعاية الأطفال تترك تأثيرًا فريدًا ومهمًا على نتائجهم التعليمية، يتجاوز تأثير مشاركة الأمهات، ويمتد عبر سنوات الدراسة الابتدائية.
وأوضحت الدراسة، التي حللت بيانات من نحو 5 آلاف أسرة في المملكة المتحدة، أن الأطفال الذين يتفاعل آباؤهم معهم في أنشطة تعليمية منظمة، مثل القراءة، يحققون تفوقًا في عامهم الأول بالمدرسة الابتدائية. ويستمر هذا التأثير مع تقدم العمر، حيث أظهر الأطفال الذين شاركهم آباؤهم في سن الثالثة نتائج أفضل عند بلوغهم الخامسة، بينما حقق من تفاعل معهم آباؤهم في سن الخامسة أداءً متميزًا في تقييمات المرحلة الأساسية الوطنية عند السابعة. وأكد التقرير أن هذا التأثير الإيجابي يظل قائمًا بغض النظر عن جنس الطفل أو خلفية الأسرة العرقية أو دخلها.
تأثير الآباء مقابل الأمهات
ركزت الدراسة على أنشطة مثل القراءة، رواية القصص، الغناء، الأنشطة الموسيقية، الرسم، الأشغال اليدوية، واللعب داخل وخارج المنزل. وأشارت إلى أن وجود والدين مشاركين يعرض الأطفال لتجارب متنوعة تحفزهم بطرق مختلفة، نظرًا لاختلاف أساليب الآباء والأمهات في التربية واللغة المستخدمة. وأكد التقرير أن الآباء يقدمون “شيئًا مختلفًا”، حيث تؤثر مشاركتهم بشكل مباشر على التحصيل التعليمي، بينما تركز مشاركة الأمهات على تعزيز السلوك المعرفي والاجتماعي.
وأوضح الباحثون أن مشاركة الأمهات تساهم في تقليل فرط النشاط، وتعزز مهارات التنشئة الاجتماعية والسلوك العاطفي للأطفال، بينما تدعم مشاركة الآباء الجوانب الأكاديمية بشكل أكبر. وخلص التقرير إلى أهمية مشاركة كلا الوالدين، إذا أمكن، لضمان تنمية شاملة للطفل.
أهمية التعاون البحثي