المناطق الأقل تعليماً تتبنى أدوات الكتابة بالذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع: دراسة جديدة تكشف عن تحولات غير متوقعة

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد نتائج مثيرة للاهتمام حول اعتماد أدوات الكتابة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. وفقاً للدراسة، فإن المناطق ذات المستويات التعليمية الأقل تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي” (ChatGPT) بمعدل يفوق المناطق الأكثر تعليماً. هذه النتائج تتناقض مع الأنماط التقليدية التي تشير إلى أن الفئات الأكثر تعليماً تكون عادة الأسرع في تبني التكنولوجيا الحديثة.
نتائج الدراسة
اعتمد الباحثون على تحليل أكثر من 300 مليون عينة نصية ، شملت مجموعة متنوعة من الوثائق مثل شكاوى المستهلكين، البيانات الصحفية، وإعلانات الوظائف. وأظهرت النتائج أن:
19.9% من المناطق الأقل تعليماً تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في الكتابة.
في المقابل، بلغت نسبة الاستخدام في المناطق ذات التعليم العالي 17.4% .
هذه الأرقام تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يكتسب زخماً أكبر في الأوساط التي تقل فيها مستويات التحصيل الأكاديمي، مما يعكس دوره كأداة معادلة تساعد الأفراد على التعبير بشكل أكثر احترافية.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الاتصال المهني
وفقاً للتحليل، باتت نماذج اللغة الضخمة مثل “تشات جي بي تي” تؤثر على نحو ربع الاتصالات المهنية في الولايات المتحدة. ويبدو أن هذه الأدوات تسهم بشكل خاص في تمكين الأفراد الذين قد يواجهون صعوبة في صياغة رسائل رسمية أو تقديم شكاوى بطريقة احترافية.
الدكتور جون سميث ، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، علّق قائلاً: “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون بمثابة أداة داعمة، تساعد الأشخاص على التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل، خاصة في البيئات التي قد تكون فرص الوصول إلى التعليم فيها محدودة.”
لماذا تتبنى المناطق الأقل تعليماً هذه الأدوات؟
يعتقد الخبراء أن هناك عدة عوامل تفسر هذا الاتجاه:
سهولة الاستخدام : أدوات الذكاء الاصطناعي سهلة الوصول والاستخدام، ولا تتطلب مهارات تقنية متقدمة.
التغلب على الفجوات التعليمية : هذه الأدوات تتيح للمستخدمين إنتاج نصوص احترافية دون الحاجة إلى خلفية أكاديمية قوية.
التأثير الاجتماعي والاقتصادي : في المناطق الأقل تعليماً، قد يكون هناك حاجة أكبر لتحسين التواصل الرسمي، مثل تقديم الشكاوى أو كتابة طلبات العمل، مما يجعل هذه الأدوات أكثر جاذبية.
تحديات الكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي
على الرغم من النتائج الواضحة للدراسة، يشير الباحثون إلى أن الكشف الدقيق عن مدى استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يظل تحدياً كبيراً. مع تطور التقنيات التي تحاكي أساليب الكتابة البشرية، أصبح من الصعب التمييز بين النصوص المكتوبة بواسطة البشر وتلك المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
“تأثير الذكاء الاصطناعي يتجاوز الأرقام المعلنة”، يقول أحد الباحثين. “مع استمرار تطور هذه التقنيات، من المرجح أن تزداد معدلات الاعتماد عليها بشكل غير معلن.”