ندوة تاريخية تسلط الضوء على العلاقات المعقدة بين القرامطة والخلافة العباسية

أقام قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب في جامعة الكويت ندوة علمية بعنوان “القرامطة وعلاقتهم بالخلافة العباسية”، قدمها الدكتور محمد خالد الجميعان. تناولت الندوة المحطات التاريخية البارزة للحركة القرمطية وأثرها على استقرار الخلافة العباسية، مستندة إلى تحليل جديد للمصادر الأولية التي لم يتم التطرق إليها في الدراسات السابقة.
إعادة قراءة التاريخ من منظور جديد
أوضح د. الجميعان أن الندوة تقدم رؤية عميقة لتطور الأيديولوجية الدينية والاجتماعية والسياسية للقرامطة، وكيفية تكوين علاقاتهم مع الخلافة العباسية. وأشار إلى دور القرامطة في الجيش العباسي، حيث تم استغلالهم في الصراعات الداخلية والخارجية للخلافة، إضافة إلى نفوذهم السياسي في بلاط العباسيين.
كما ركزت الندوة على إشكالية المصادر التاريخية المتعلقة بالقرامطة، حيث أشار الجميعان إلى أن معظم السجلات عنهم تفتقر إلى الوضوح وتعاني من التناقض. وأكد أن دراسة هذه المصادر تفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقات المعقدة بين القرامطة والعباسيين، والتي لم تقتصر على العداء، بل تضمنت أشكالًا من التعاون الدبلوماسي والسلمي.
نقص الدراسات التاريخية المتوازنة
انتقد د. الجميعان تركيز الدراسات الحالية على علاقة القرامطة بالفاطميين، مع إهمال الجوانب الأخرى من تاريخهم، خاصة علاقتهم بالخلافة العباسية. وأكد أن هذه الندوة تسعى إلى ملء الفراغ في هذا المجال من خلال فحص المصادر الأولية والثانوية المتوفرة، مما يقدم فهمًا أكثر شمولية لتاريخ القرامطة.
أهمية الندوة
اختتم الجميعان حديثه بالتأكيد على أن مثل هذه الندوات تسهم في إعادة تقييم التاريخ الإسلامي، وتسليط الضوء على الجوانب غير المدروسة للعلاقات السياسية والاجتماعية في تلك الحقبة. وأكد أن التاريخ ليس فقط سردًا للعداوات والصراعات، بل يشمل أيضًا التعاون والتفاهم بين الأطراف المتنازعة.