«الأبحاث العلمية» تعلن نجاح أول رحلة أوقيانوغرافية على متن سفينة «المستكشف» وبناء قاعدة بيانات بحرية وطنية

أعلن معهد الكويت للأبحاث العلمية، اليوم الأربعاء، نجاح الرحلة الأوقيانوغرافية الأولى «علم البحار والمحيطات» التي نُفذت خلال شهر أكتوبر الماضي على متن سفينة الأبحاث الحديثة «المستكشف»، والتي أسهمت في تأسيس قاعدة بيانات مرجعية شاملة للبيئة البحرية في دولة الكويت.
وقال مدير برنامج إدارة الموارد الساحلية والبحرية في المعهد، الدكتور تركي السعيد، في بيان صحفي، إن نجاح الرحلة (ALM001) يشكّل إنجازاً تاريخياً وغير مسبوق في مسيرة البحوث البحرية الوطنية، مبيناً أن المشروع جاء ثمرة تعاون بين أربعة مشاريع علمية مدعومة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
جاهزية كاملة للسفينة ومختبرات متطورة
وأكد السعيد أن الرحلة مثلت خطوة مفصلية في رفع القدرات الوطنية في البحث البحري، وأثبتت الجاهزية التشغيلية الكاملة لسفينة «المستكشف» ومختبراتها الميدانية، بفضل جهود الخبراء والمهندسين في صيانة ومعايرة أنظمة الرصد المتقدمة.
وأتاح ذلك للفرق العلمية تنفيذ برامج دقيقة لأخذ العينات شملت محطات ساحلية ومواقع بعيدة عن الشاطئ، إضافة إلى محطات مراقبة على مدار الساعة.
30 مؤشراً بيئياً وبيانات استراتيجية للمستقبل
وأوضح السعيد أن تكامل التخصصات بين الهيدروغرافيا والكيمياء الحيوية والبيئة البحرية ساهم في جمع بيانات واسعة حول النظم البيئية السطحية والقاعية. وتم تحليل أكثر من 30 مؤشراً بيئياً باستخدام أجهزة علمية متقدمة عززت دقة النتائج وجودتها.
ولفت إلى أن البيانات التي تم جمعها ستكون ذات أهمية استراتيجية في الدراسات المتعلقة بتغير المناخ، ونماذج النظم البيئية الساحلية، وبرامج الرصد الوطني، إلى جانب دعم مستهدفات رؤية الكويت 2035 في مجالات الاستدامة البيئية وحماية الحياة البحرية.
انطلاق مرحلة جديدة من الرحلات الموسمية
وأشار السعيد إلى أن هذه الرحلة أسست لمرحلة جديدة من الرحلات الموسمية المنتظمة، وعززت موقع الكويت إقليمياً على خريطة البحوث البحرية المتقدمة.
سفينة «المستكشف»… مختبر بحري متنقل
ويُعدّ علم المحيطات (الأوقيانوغرافيا) تخصصاً يُعنى بالدراسة الشاملة للبحار والمحيطات، بما يشمل خصائصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والجيولوجية وتأثيرها على البيئة.
وتُعد سفينة «المستكشف» واحدة من أحدث السفن العلمية في الشرق الأوسط، إذ يبلغ طولها 56 متراً وتضم سبعة مختبرات متخصصة تشمل الكيمياء والأحياء والصوتيات والثروة السمكية.
وتتميز السفينة بقدرتها على الإبحار المتواصل لمدة 18 يوماً، وتتسع لطاقم مكون من 15 فرداً و14 باحثاً، كما أنها مجهزة بأحدث أنظمة السونار والمسح الطبوغرافي لقيعان البحر وأنظمة التثبيت الديناميكي التي تمكّن من إجراء مسوحات دقيقة للبيئة البحرية.




